كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


صطر‏:‏ التهذيب‏:‏ الكسائي المُصْطارُ الخَمْر الحامِض؛ قال الأَزهري‏:‏ ليس

المُصْطار من المُضاعَف، وقال في موضع آخر‏:‏ هو بتخفيف الراء، وهي لغة

رومِيَّة؛ قال الأَخطل يصف الخمر‏:‏

تَدْمَى، إِذا طَعَنُوا فيها بِجَائفَة

فَوْقَ الزُّجاج، عَتِيقٌ غير مُصْطارِ

وقال‏:‏ المُصْطار الحدِيثة المُتَغَيِّرَةُ الطعم والريح‏.‏ قال الأَزهري‏:‏

والمُصْطار من أَسماء الخمر التي اعْتُصِرَت من أَبكار العِنَب حَدِيثاً، بِلُغة أَهل الشام؛ قال‏:‏ وأُراه رُومِيّاً لأَنه لا يُشْبه أَبنية كلام

العرب‏.‏ قال‏:‏ ويقال المُسْطارُ، بالسين، وهكذا رواه أَبو عبيد في باب

الخمر وقال‏:‏ هو الحامِض منه‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ المُصْطار أَظنه مُفْتَعلاً من صار، قلبت التاء طاء‏.‏ وجاء المُصْطارُ في شعر عَدِيّ ابن الرقاع في نعت

الخمر في موضعين، بتخفيف الراء، قال‏:‏ وكذلك وجدته مقيَّداً في كتاب

الإِيادِي المَقْرُوِّ على شمر‏.‏

ابن سيده في ترجمة سطر‏:‏ السَّطْر العَتود من المَعَزِ، والصاد لغة، وقرئ‏:‏ وزاده بصْطَةً ومُصَيْطِر، بالصاد والسين، وأَصل صاده سين قلبت مع

الطاء صاداً لقرب مَخارجها‏.‏

صعر‏:‏ الَّصعَر‏:‏ مَيَلٌ في الوَجْهِ، وقيل‏:‏ الصَّعَرُ المَيَل في الخدِّ

خاصة، وربما كان خِلْقة في الإِنسان والظَّليم، وقيل‏:‏ هو مَيَلٌ في العُنُق وانْقِلاب في الوجه إِلى أَحد الشقَّين‏.‏ وقد صَعَّرَ خَدَّه وصاعَرَه‏:‏

أَمالهُ من الكِبْرِ؛ قال المُتَلَمِّس واسمه جَرير بن عبد المسيح‏:‏

وكُنَّا إِذا الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ، أَقَمْنا لَهُ من مَيلِهِ فَتَقَوَّما

يقول‏:‏ إِذا أَمال متكبِّرٌ خدَّه أَذْلَلْناهُ حتى يتقوَّم مَيْلُه، وقيل‏:‏ الصَّعَرُ داءٌ يأْخذ البعير فيَلْوِي منه عُنُقَه ويُميلُه، صَعِرَ

صَعَراً، وهو أَصْعَر؛ قال أَبو دَهْبَل‏:‏ أَنشده أَبو عمرو بن العلاء‏:‏

وتَرَى لهَا دَلاًّ إِذا نَطَقَتْ، تَرَكَتْ بَناتِ فؤادِه صُعْرا

وقول أَبي ذؤيب‏:‏

فَهُنَّ صُعْرٌ إِلى هَدْرِ الفَنِيقِ ولم يُجْرَ، ولم يُسْلِهِ عَنْهُنَّ إِلقاحُ

عدَّاه بإِلى لأَنه في معنى مَوائِلَ، كأَنه قال‏:‏ فَهُنَّ مَوائِلُ إِلى

هَدْر الفَنيق‏.‏

ويقال‏:‏ أَصاب البعيرَ صَعَرٌ وصَيَدٌ أَي أَصابه دَاءٌ يَلْوي منه

عُنُقه‏.‏ ويقال للمتكبِّر‏:‏ فيه صَعَرٌ وَصَيَدٌ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الصَّعَر

والصَّعَلُ صِغَرُ الرأْس‏.‏ والصَّعَرُ‏:‏ التَّكَبُّرُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كلُّ

صَعَّارٍ مَلْعون؛ أَي كل ذي كِبْرٍ وأُبَّهَةٍ، وقيل‏:‏ الصَّعَّارُ المتكبر

لأَنه يَمِيل بِخَدِّه ويُعْرِض عن الناس بوجهه، ويروى بالقاف بدل العين، وبالضاد المعجمة والفاء والزاي، وسيذكر في موضعه‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ ولا

تُصَعِّرْ خَدَّك للناس، وقرئ‏:‏ ولا تُصاعِرْ؛ قال الفراء‏:‏ معناهما الإِعراض من الكِبْرِ؛ وقال أَبو إِسحق‏:‏ معناه لا تُعْرِض عن الناس تكبُّراً، ومجازُه

لا تلزم خدَّك الصَّعَر‏.‏ وأَصْعَره‏:‏ كصَعَّرَه‏.‏ والتَّصْعِيرُ‏:‏ إِمالَةُ

الخدِّ عن النظر إِلى الناس تَهاوُناً من كِبْرٍ كأَنه مُعرِضٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ يأْتي على الناس زَمان ليس فيهم إِلاَّ أَصْعَرُ أَو أَبْتَر؛ يعني

رُذالة الناس الذين لا دين لهم، وقيل‏:‏ ليس فيهم إِلا ذاهب بنفسه أَو

ذَلِيل‏.‏ وقال ابن الأَثير‏:‏ الأَصْعَرُ المُعْرِض بوجهه كِبراً‏.‏ وفي حديث

عمَّار‏:‏ لا يَلي الأَمْرَ بعدَ فلانٍ إِلا كلُّ أَصْعَر أَبْتَر أَي كلُّ

مُعْرِض عن الحق ناقِص‏.‏ ولأُقِيمَنَّ صَعَرك أَي مَيْلك، على المثَل‏.‏ وفي حديث تَوْبَةِ كَعْب‏:‏ فأَنا إِليه أَصْعَر أَي أَمِيل‏.‏ وفي حديث الحجاج‏:‏

أَنه كان أَصْعَرَ كُهاكِهاً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

ومَحْشَك أَمْلِحِيه، ولا تُدَافي على زَغَبٍ مُصَعَّرَةٍ صِغَارِ

قال‏:‏ فيها صَعَرٌ من صِغَرها يعني مَيَلاٌ‏.‏ وقَرَبٌ مُصْعَرٌّ‏:‏ شديدٌ؛ قال‏:‏

وقَدْ قَرَبْنَ قَرَباً مُصْعَرًّا، أَذا الهِدَانُ حارَ واسْبَكَرَّا

والصَّيْعَرِيَّةُ‏:‏ اعْتِراضٌ في السَّير، وهو من الصَّعَرِ‏.‏

والصَّيْعَرِيَّةُ‏:‏ سِمَة في عنق الناقة خاصَّة‏.‏ وقال أَبو علي في التذكرة‏:‏

الصَّيْعَرِيَّة وَسْم لأَهل اليَمن، لم يكن يُوسم إِلا النُّوق؛ قال وقول

المُسَيَّب بن عَلَس‏:‏

وقد أَتَنَاسَى الهَمَّ عند احْتِضَارِه

بِناجٍ، عليه الصَّيْعَرِيَّة، مُكْدَم‏.‏

يدلُّ على أَنه قد يُوسَم بها الذُّكُور‏.‏ وقال أَبو عبيد‏:‏

الصَّيْعَريَّة سِمَة في عُنُق البعير، ولما سَمعَ طَرَفَةُ هذا البيت من المسيَّب قال

له‏:‏ اسْتَنْوَقَ الجمَلُ أَي أَنك كنتَ في صفة جَمل، فلما قلت

الصَّيْعَرِيَّة عُدْت إِلى ما تُوصَف به النُّوق، يعني أَن الصَّيْعَرِيَّة سِمَة

لا تكون إِلا للإِناث، وهي النُّوق‏.‏ وأَحْمَرُ صَيْعَرِيٌّ‏:‏ قانئٌ‏.‏

وصَعْرَرَ الشيءَ فَتَصَعْرَرَ‏:‏ دَحْرَجَه فتَدَحْرَجَ واسْتَدَارَ؛ قال

الشاعر‏:‏

يَبْعَرْن مِثْل الفُلْفُلِ المُصَعْرَرِ

وقد صَعْرَرْت صُعْرُورَة، والصُّعْرُورَةُ‏:‏ دُحْرُوجَة الجُعَلِ

يَجمَعُها فَيُدِيرُها ويدفعها، وقد صَعْرَرَها، والجمع صَعارِير‏.‏

وكلُّ حمل شجرة تكون مثلَ الأَبْهَلِ والفُلْفُلِ وشِبْهِه مما فيه

صَلابَةٌ، فهو صُعْرُورٌ، وهو الصَّعارِيرُ‏.‏ والصُّعْرُور‏:‏ الصَّمْغُ

الدَّقِيق الطويل الملْتَوِي، وقيل‏:‏ هو الصَّمْغ عامَّة، وقيل‏:‏ الصَّعارِير صمغ

جامد يشبِه الأَصابِع، وقيل‏:‏ الصُّعْرُور القِطعة من الصَّمْغ؛ قال أَبو

حنيفة‏:‏ الصُّعْرُورَة، بالهاء، الصَّمْغَة الصَّغيرة المُسْتَدِيرة؛ وأَنشد‏:‏

إِذا أَوْرَقَ العَبْسِيُّ جاعَ عِيالُه، ولم يَجِدُوا إِلا الصَّعارِيرَ مَطْعَما

ذهَب بالعَبْسِيِّ مَجْرَى الجِنْس كأَنه قال‏:‏ أَوْرَقَ العَبْسِيُّون، ولولا ذلك لقال‏:‏ ولم يَجِدْ، ولم يَقُلْ‏:‏ ولم يَجِدُوا، وعَنى أن مُعَوَّله في قوتِه وقوتِ بَنَاته على الصَّيْدِ، فإِذا أَوْرَقَ لم يجدْ

طَعاماً إِلا الصَّمْغ، قال‏:‏ وهم يَقْتاتون الصَّمْغ‏.‏ والصَّعَرُ‏:‏ أَكلُ

الصَّعارِير، وهو الصَّمْغ قال أَبو زيد‏:‏ الصُّعْرُور، بغير هاء، صَمْغَة تطول

وتَلتَوِي، ولا تكون صُعْرُورَةً إِلا مُلْتَوِيَة، وهي نحو الشّبر‏.‏

وقال مرَّة عن أَبي نصْر‏:‏ الصُّعْرُورُ يكون مثلَ القَلَم وينعطِف بمنزلة

القَرْن‏.‏ والصَّعَارِيرُ‏:‏ الأَباخِس الطِّوال، وهي الأَصابع، واحدها

أَبْخَس‏.‏ والصَّعارِير‏:‏ اللبَنُ المصمَّغ في اللبَإ قبل الإِفْصاح‏.‏

والاصْعِرارُ‏:‏ السَّيرُ الشديد؛ يقال‏:‏ اصْعَرَّت الإِبل اصْعِراراً، ويقال‏:‏

اصْعَرَّت الإِبل واصْعَنْفَرَت وتَمَشْمَشَتْ وامْذَقَرَّت إِذا تفرَّقت‏.‏ وضرَبه فاصْعَنْرَرَ واصْعَرَّر، بإِدغام النون في الراء، أَي استدار من الوجع

مكانه وتقبَّض‏.‏

والصَّمْعَرُ‏:‏ الشديد، والميم زائدة؛ يقال‏:‏ رجل صَمْعَرِيٌّ‏.‏

والصَّمْعَرَةُ‏:‏ الأَرض الغلِيظة‏.‏

وقال أَبو عمرو‏:‏ الصَّعارِيرُ ما جَمَدَ من اللَّثَا‏.‏ وقد سَمَّوْا

أَصْعَرَ وصُعَيراً وصَعْرانَ، وثَعْلَبَةُ بن صُعَيرٍ المازِني‏.‏

صعبر‏:‏ الصَّعْبَرُ والصَّنَعْبرُ‏:‏ شجَر كالسِّدْر‏.‏ والصُّعْبُورُ‏:‏

الصغير الرأْس كالصُّعْرُوبِ‏.‏

صعتر‏:‏ الصَّعْتَرُ من البُقول، بالصاد، قال ابن سيده‏:‏ هو ضرب من النَّبات، واحدته صَعْتَرَة، وبها كُنِي البَوْلانيُّ أَبا صَعْتَرَة‏.‏ قال أَبو

حنيفة‏:‏ الصَّعْتَرُ مما ينبت بأَرض العرَب، منه سُهْلِيٌّ ومنه

جَبَلِيٌّ‏.‏ وترجمة الجوهري عليه سعتر، بالسين، قال‏:‏ وبعضهم يكتبه بالصاد في كُتُب

الطِّبِّ لئلا يَلْتَبس بالشَّعير‏.‏ وصَعْتر‏:‏ اسم موضع‏.‏

والصَّعْتَرِيُّ‏:‏ الشاطِرُ؛ عراقيَّة‏.‏ الأَزهري‏:‏ رجل صَعْتَرِيٌّ لا غير

إِذا كان فَتًى كَريماً شُجاعاً‏.‏

صعفر‏:‏ اصْعَنْفَرَت الإِبل‏:‏ أَجَدَّت في سَيرِها‏.‏ واصْعَنْفَرَ إِذا

نَفَرَ‏.‏ واصْعَنْفَرَت الحُمُر إِذا ابْذَعَرَّتْ فَنَفَرَت وتفرَّقت

وأَسْرَعَتْ فِراراً، وإِنما صَعْفَرَها الخَوف والفَرَق؛ قال الراجز يصف

الرامي والحمر‏:‏

فلم يُصِبْ واصْعَنْفَرَت جَوافِلا

وروي‏:‏ واسحنفرت‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وكذلك المَعَز اصْعَنْفَرَتْ نفرت

وتفرَّقت؛ وأَنشد‏:‏

ولا غَزْوَ إِنْ نُرْوِهِمْ مِنْ نِبالِنا، كما اصْعَنْفَرَت مِعزَى الحِجازِ من السَّعْف

والمُصْعَنْفِرُ‏:‏ الماضي كالمُسْحَنْفِرِ‏.‏

صعمر‏:‏ الصُّعْمُور‏:‏ الدُّولاب كالعُصْمُور‏.‏

صغر‏:‏ الصِّغَرُ‏:‏ ضد الكبر‏.‏ ابن سيده‏:‏ الصِّغَر والصَّغارةُ خِلاف

العِظَم، وقيل‏:‏ الصِّغَر في الجِرْم، والصَّفارة في القَدْر؛ صَغُرَ صَغارةً

وصِغَراً وصَغِرَ يَصْغَرُ صَغَراً؛ بفتح الصاد والغين، وصُغْراناً؛ كلاهما

عن ابن الأَعرابي‏:‏ فهو صَغِير وصُغار، بالضم، والجمع صِغَار‏.‏ قال

سيبويه‏:‏ وافق الذِين يقولون فَعِيلاً الذين يقولون فُعالاً لاعتِقابِهما

كثيراً، ولم يقولوا صُغَراء، اسْتَغْنوا عنه بِفِعال، وقد جُمع الصَّغِير في الشعر على صُغَراء؛ أَنشد أَبو عمرو‏:‏

وللكُبَراءِ أَكْلٌ حيث شاؤوا، وللصُّغَراء أَكْلٌ واقْتِثامُ

والمَصْغُوراءُ‏:‏ اسم للجمع‏.‏ والأَصاغِرَة‏:‏ جمع الأَصْغَر‏.‏ قال ابن سيده‏:‏

إِنما ذكرت هذا لأَنه مِمَّا تلحقه الهاء في حدِّ الجمع إذ ليس منسوباً

ولا أَعجميّاً ولا أَهل أَرض ونحوَ ذلك من الأَسباب التي تدخلها الهاء في حدّ الجمع، لكن الأَصْغَر لما خرج على بناء القَشْعَم وكانوا يقولون

القَشاعِمَة أَلحقُوه الهاء، وقد قالوا الأَصاغِر، بغير هاء، إِذ قد يفعلون

ذلك في الأَعجمي نحو الجَوارِب والكَرابِج، وإِنما حملهم على تكسيره أَنه

لم يتمكَّن في باب الصفة‏.‏ والصُّغْرَى‏:‏ تأْنيث الأَصْغَر، والجمع الصُّغَرُ؛ قال سيبويه‏:‏ يقال نِسْوَة صُغَرُ ولا يقال قوم أَصاغِر إِلا بالأَلف

واللام‏:‏ قال‏:‏ وسمعنا العرب تقول الأَصاغِر، وإِن شئت قلت الأَصْغَرُون‏.‏

ابن السكيت‏:‏ ومن أَمثال العرب‏:‏ المرْء بِأَصْغَرَيْهِ؛ وأَصْغَراه قلْبه ولسانه، ومعناه أَن المَرْءَ يعلو الأُمور ويَضْبِطها بِجَنانه ولسانه‏.‏

وأَصْغَرَه غيره وصَغَّره تَصْغِيراً، وتَصْغِيرُ الصَّغِير صُغَيِّر

وصُغَيِّير؛ الأُولى على القياس والأُخرى على غير قياس؛ حكاها سيبويه‏.‏

واسْتَصْغَره‏:‏ عَدَّه صَغِيراً‏.‏ وصَغَّرَه وأَصْغَرَه‏:‏ جعلَه صَغِيراً‏.‏

وأَصْغَرْت القِرْبَة‏:‏ خَرزَتُها صَغِيرة؛ قال بعض الأَغفال‏:‏

شُلَّتْ يَدا فارِيَةٍ فَرَتْها، لَوْ خافَتِ النَّزْع لأَصْغَرَتْها

ويروى‏:‏

لو خافَتِ السَّاقي لأَصْغَرَتْها

والتصغير للاسم والنعت يكون تحقيراً ويكون شفقة ويكون تخصيصاً، كقول

الحُباب بن المنذِر‏:‏ أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب؛ وهو مفسر في موضعه‏.‏ والتصغير يجيء بمعانٍ شتًى‏:‏ منها ما يجيء على التعظيم

لها، وهو معنى قوله‏:‏ فأَصابتها سُنَيَّة حمراء، وكذلك قول الأَنصاري‏:‏ أَنا

جُذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب، ومنه الحديث‏:‏ أَتتكم

الدُّهَيْماءُ؛ يعني الفتنة المظلمة فصغَّرها تهويلاً لها، ومنها أَن يصغُر

الشيء في ذاته كقولهم‏:‏ دُوَيْرَة وجُحَيْرَة، ومنها ما يجيء للتحقير في غير المخاطب، وليس له نقص في ذاته، كقولهم‏:‏ هلك القوم إِلا أَهلَ

بُيَيْتٍ، وذهبت الدراهم إِلا دُرَيْهِماً، ومنها ما يجيء للذم كقولهم‏:‏ يا

فُوَيْسِقُ، ومنها ما يجيء للعَطْف والشفقة نحو‏:‏ يا بُنَيَّ ويا أُخَيَّ؛ ومنه

قول عمر‏:‏ أَخاف على هذا السبب‏.‏ وهو صُدَيِّقِي أَي أَخصُّ أَصدقائي، ومنها ما يجيء بمعنى

التقريب كقولهم‏:‏ دُوَيْنَ الحائط وقُبَيْلَ الصبح، ومنها ما يجيء للمدح، من ذلك

قول عمر لعبدالله‏:‏ كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً‏.‏ وفي حديث عمرو بن دينار

قال‏:‏ قلت لِعُرْوَةَ‏:‏ كَمْ لَبِثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة‏؟‏

قال‏:‏ عشراً، قلت‏:‏ فابن عباس يقول بِضْعَ عشرةَ سنةً، قال عروة‏:‏ فصغَّره أَي

استصغر سنَّه عن ضبط ذلك، وفي رواية‏:‏ فَغَفَّرَهُ أَي قال غفر الله له، وسنذكره في غفر أَيضاً‏.‏ والإِصغار من الحنين‏:‏ خلاف الإِكبار؛ قالت

الخنساء‏:‏

فما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطِيفُ بِهِ، لها حَنينانِ‏:‏ إِصْغارٌ وإِكْبارُ

فَإِصْغارُها‏:‏ حَنِينها إِذا خَفَضته، وإِكْبارُها‏:‏ جَنِينها إِذا

رَفَعته، والمعنى لها حَنِينٌ ذو صغار وحَنِينٌ ذُو كبار‏.‏

وأَرضٌ مُصْغِرَة‏:‏ نَبْتها صغير لم يَطُل‏.‏ وفلان صِغْرَة أَبَوَيْهِ

وصِغْرَةُ ولَد أَبويه أَي أَصْغَرهُمْ، وهو كِبْرَة وَلَدِ أَبيه أَي

أَكبرهم؛ وكذلك فلان صِغْرَةُ القوم وكِبْرَتُهم أَي أَصغرُهم وأَكبرهم‏.‏ ويقول

صبيٌّ من صبيان العرَب إِذ نُهِيَ عن اللَّعِب‏:‏ أَنا من الصِّغْرَة أَي

من الصِّغار‏.‏ وحكى ابن الأَعرابي‏:‏ ما صَغَرَني إِلا بسنة أَي ما صَغُرَ

عَنِّي إِلا بسنة‏.‏ والصَّغار، بالفتح‏:‏ الذل والضَّيْمُ، وكذلك الصُّغْرُ، بالضم، والمصدر الصَّغَرُ، بالتحريك‏.‏ يقال‏:‏ قُمْ على صُغْرِك وصَغَرِك‏.‏

الليث‏:‏ يقال صَغِرَ فلان يَصْغَرُ صَغَراً وصَغاراً، فهو صاغِر إِذا

رَضِيَ بالضَّيْم وأَقَرَّ بِهِ‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ حتى يُعْطُوا الجزْية عن

يَدٍ وهُمْ صاغِرون؛ أَي أَذِلاَّءُ‏.‏ والمَصْغُوراء‏:‏ الصَّغار‏.‏ وقوله عز

وجل‏:‏ سَيُصِيب الذين أَجْرَمُوا صَغار عند الله؛ أَي هُمْ، وإِن كانوا

أَكابر في الدنيا، فسيصيبهم صَغار عند الله أَي مَذَلَّة‏.‏ وقال الشافعي، رحمه الله، في قوله عز وجل‏:‏ عن يَدٍ وهُمْ صاغِرُون؛ أَي يجري عليهم حُكْمُ

المسلمين‏.‏ والصَّغار‏:‏ مصدر الصَّغِير في القَدْر‏.‏ والصَّاغِرُ‏:‏ الراضي

بالذُّلِّ والضيْمِ، والجمع صَغَرة‏.‏ وقد صَغُرَ‏.‏ صَغَراً وصُغْراً وصَغاراً وصَغارَة وأَصْغَرَه‏:‏ جعله

صاغِراً‏.‏ وتَصاغَرَتْ إِليه نفسُه‏:‏ صَغُرت وتَحاقَرَتْ ذُلاًّ ومَهانَة‏.‏

وفي الحديث‏:‏ إِذا قلتَ ذلك تَصاغَرَ حتى يكون مثلَ الذُّباب؛ يعني

الشيطان، أَي ذَلَّ وَامَّحَقَ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ ويجوز أَن يكون من الصِّغَر

والصَّغارِ، وهو الذل والهوان‏.‏ وفي حديث عليّ يصف أَبا بكر، رضي الله عنهما‏:‏ بِرَغْمِ المُنافِقين وصَغَر الحاسِدين أَي ذُلِّهِم وهَوانِهم‏.‏ وفي حديثِ المُحْرِم‏:‏ يقتل الحيَّة بصَغَرٍ لَها‏.‏ وصَغُرَتِ الشمسُ‏:‏ مالَتْ

للغروب؛ عن ثعلب‏.‏ وصَغْران‏:‏ موضع‏.‏

صفر‏:‏ الصُّفْرة من الأَلوان‏:‏ معروفة تكون في الحيوان والنبات وغير ذلك

ممَّا يقبَلُها، وحكاها ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً‏.‏ والصُّفْرة

أَيضاً‏:‏ السَّواد، وقد اصْفَرَّ واصفارّ وهو أَصْفَر وصَفَّرَه غيرُه‏.‏ وقال

الفراء في قوله تعالى‏:‏ كأَنه جِمَالاتٌ صُفْرٌ، قال‏:‏ الصُّفر سُود الإِبل لا

يُرَى أَسود من الإِبل إِلا وهو مُشْرَب صُفْرة، ولذلك سمَّت العرب سُود

الإِبل صُفراً، كما سَمَّوا الظِّباءَ أُدْماً لِما يَعْلُوها من الظلمة

في بَياضِها‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ الأَصفر الأَسود؛ وقال الأَعشى‏:‏

تلك خَيْلي منه، وتلك رِكابي، هُنَّ صُفْرٌ أَولادُها كالزَّبِيب

وفرس أَصْفَر‏:‏ وهو الذي يسمى بالفارسية زَرْدَهْ‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ لا

يسمَّى أَصفر حتى يصفرَّ ذَنَبُه وعُرْفُهُ‏.‏ ابن سيده‏:‏ والأَصْفَرُ من الإِبل

الذي تَصْفَرُّ أَرْضُهُ وتَنْفُذُه شَعْرة صَفْراء‏.‏

والأَصْفَران‏:‏ الذهب والزَّعْفَران، وقيل الوَرْسُ والذهب‏.‏ وأَهْلَكَ

النِّساءَ الأَصْفَران‏:‏ الذهب والزَّعْفَرا، ويقال‏:‏ الوَرْس والزعفران‏.‏

والصَّفْراء‏:‏ الذهب لِلَوْنها؛ ومنه قول عليّ بن أَبي طالب، رضي الله عنه‏:‏

يا دنيا احْمَرِّي واصْفَرِّي وغُرِّي غيري‏.‏ وفي حديث آخر عن عليّ، رضي الله عنه‏:‏ يا صَفْراءُ اصْفَرِّي ويا بَيْضاء ابْيَضِّي؛ يريد الذهب

والفضة، وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم صالَحَ أَهلَ خَيْبَر على

الصَّفْراء والبَيْضاء والحَلْقَة؛ الصَّفْراء‏:‏ الذهب، والبيضاء‏:‏ الفِضة، والحَلْقة‏:‏ الدُّرُوع‏.‏ يقال‏:‏ ما لفلان صفراء ولا بَيْضاء‏.‏ والصَّفْراءُ

من المِرَرِ‏:‏ سمَّيت بذلك للونها‏.‏ وصَفَّرَ الثوبَ‏:‏ صَبغَهُ بِصُفْرَة؛ ومنه قول عُتْبة ابن رَبِيعة لأَبي جهل‏:‏ سيعلم المُصَفِّر اسْتَه من المَقْتُولُ غَداً‏.‏ وفي حديث بَدْر‏:‏ قال عتبة بن ربيعة لأَبي جهل‏:‏ يا

مُصَفِّر اسْتِهِ؛ رَماه بالأُبْنَةِ وأَنه يُزَعْفِر اسْتَهُ؛ ويقال‏:‏ هي كلمة

تقال للمُتَنَعِّمِ المُتْرَفِ الذي لم تُحَنِّكْهُ التَّجارِب والشدائد، وقيل‏:‏ أَراد يا مُضَرِّط نفسه من الصَّفِير، وهو الصَّوْتُ بالفم

والشفتين، كأَنه قال‏:‏ يا ضَرَّاط، نَسَبه إِلى الجُبْن والخَوَر؛ ومنه الحديث‏:‏

أَنه سَمِعَ صَفِيرَه‏.‏ الجوهري‏:‏ وقولهم في الشتم‏:‏ فلان مُصَفَّر اسْتِه؛ هو من الصِفير لا من الصُّفرة، أَي ضَرَّاط‏.‏

والصَّفْراء‏:‏ القَوْس‏.‏ والمُصَفِّرة‏:‏ الَّذِين عَلامَتُهم الصُّفْرَة، كقولك المُحَمَّرة والمُبَيِّضَةُ‏.‏

والصُّفْريَّة‏:‏ تمرة يماميَّة تُجَفَّف بُسْراً وهي صَفْراء، فإِذا

جَفَّت فَفُركَتْ انْفَرَكَتْ، ويُحَلَّى بها السَّوِيق فَتَفوق مَوْقِع

السُّكَّر؛ قال ابن سيده‏:‏ حكاه أَبو حنيفة، قال‏:‏ وهكذا قال‏:‏ تمرة يَمامِيَّة

فأَوقع لفظ الإِفراد على الجنس، وهو يستعمل مثل هذا كثيراً‏.‏ والصُّفَارَة

من النَّبات‏:‏ ما ذَوِيَ فتغيَّر إِلى الصُّفْرَة‏.‏ والصُّفارُ‏:‏ يَبِيسُ

البُهْمَى؛ قال ابن سيده‏:‏ أُراه لِصُفْرَته؛ ولذلك قال ذو الرمة‏:‏

وحَتَّى اعْتَلى البُهْمَى من الصَّيْفِ نافِضٌ، كما نَفَضَتْ خَيْلٌ نواصِيَها شُقْرُ

والصَّفَرُ‏:‏ داءٌ في البطن يصفرُّ منه الوجه‏.‏ والصَّفَرُ‏:‏ حَيَّة تلزَق

بالضلوع فَتَعَضُّها، الواحد والجميع في ذلك سواء، وقيل‏:‏ واحدته صَفَرَة، وقيل‏:‏ الصَّفَرُ دابَّة تَعَضُّ الضُّلوع والشَّرَاسِيف؛ قال أَعشى

باهِلة يَرْثِي أَخاه‏:‏

لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُهُ، ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفِه الصَّفَرُ

وقيل‏:‏ الصَّفَر ههنا الجُوع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ صَفْرَة في سبيل الله خير من حُمْر النَّعَمِ؛ أَي جَوْعَة‏.‏ يقال‏:‏ صَغِر الرَطْب إِذا خلا من اللَّبَن، وقيل‏:‏ الصَّفَر حَنَش البَطْن، والصَّفَر فيما تزعم العرب‏:‏ حيَّة في البطن تَعَضُّ الإِنسان إِذا جاع، واللَّذْع الذي يجده عند الجوع من عَضِّه‏.‏

والصَّفَر والصُّفار‏:‏ دُودٌ يكون في البطن وشَراسيف الأَضلاع فيصفرُّ

عنه الإِنسان جِدّاً وربَّما قتله‏.‏ وقولهم‏:‏ لا يَلْتاطُ هذا بِصَفَري أَي

لا يَلْزَق بي ولا تقبَله نفسي‏.‏ والصُّفار‏:‏ الماء الأَصْفَرُ الذي يُصيب

البطن، وهو السَّقْيُ، وقد صُفِرَ، بتخفيف الفاء‏.‏ الجوهري‏:‏ والصُّفار، بالضم، اجتماع الماء الأَصفر في البطن، يُعالَجُ بقطع النَّائط، وهو عِرْق

في الصُّلْب؛ قال العجاج يصِف ثور وحش ضرب الكلب بقرنه فخرج منه دم كدم

المفصود أَو المَصْفُور الذي يخرج من بطنه الماء الأَصفر‏:‏

وبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ، قَضْبَ الطَّبِيبِ نائطَ المَصْفُورِ

وبَجَّ‏:‏ شق، أَي شق الثورُ بقرنه كل عِرْق عانِدٍ نَعُور‏.‏ والعانِد‏:‏

الذي لا يَرْقأُ له دمٌ‏.‏ ونَعُور‏:‏ يَنْعَرُ بالدم أَي يَفُور؛ ومنه عِرْق

نَعَّار‏.‏ وفي حديث أَبي وائل‏:‏ أَن رجلاً أَصابه الصَّفَر فنُعِت له

السُّكَّر؛ قال القتيبي‏:‏ هو الحَبَنُ، وهو اجتماع الماء في البطن‏.‏ يقال‏:‏ صُفِر، فهو مَصْفُور، وصَفِرَ يَصْفَرُ صَفَراً؛ وروى أَبو العباس أَن ابن الأَعرابي أَنشده في قوله‏:‏

يا رِيحَ بَيْنُونَةَ لا تَذْمِينا، جِئْتِ بأَلْوان المُصَفَّرِينا

قال قوم‏:‏ هو مأْخوذ من الماء الأَصفر وصاحبه يَرْشَحُ رَشْحاً

مُنْتِناً، وقال قوم‏:‏ هو مأْخوذ من الصَّفَر، وهو الجوعُ، الواحدة

صَفْرَة‏.‏ رجل مَصْفُور ومُصَفَّر إِذا كان جائعاً، وقيل‏:‏ هو مأْخوذ من الصَّفَر، وهي حيَّات البطن‏.‏

ويقال‏:‏ إِنه لفي صُفْرة للذي يعتريه الجنون إِذا كان في أَيام يزول فيها

عقله، لأَنهم كانوا يمسحونه بشيء من الزعفران‏.‏

والصُّفْر‏:‏ النُّحاس الجيد، وقيل‏:‏ الصُّفْر ضرْب من النُّحاس، وقيل‏:‏ هو ما صفر منه، واحدته صُفْرة، والصِّفْر‏:‏ لغة في الصُّفْر؛ عن أَبي عبيدة

وحده؛ قال ابن سيده‏:‏ لم يَكُ يُجيزه غيره، والضم أَجود، ونفى بعضهم الكسر‏.‏

الجوهري‏:‏ والصُّفْر، بالضم، الذي تُعمل منه الأَواني‏.‏ والصَّفَّار‏:‏ صانع

الصُّفْر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

لا تُعْجِلاها أَنْ تَجُرَّ جَرّا، تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلِّي بُرّا

قال ابن سيده‏:‏ الصُّفْر هنا الذهب، فإِمَّا أَن يكون عنى به الدنانير

لأَنها صُفْر، وإِمَّا أَن يكون سماه بالصُّفْر الذي تُعْمل منه الآنية لما

بينهما من المشابهة حتى سمي اللاَّطُون شَبَهاً‏.‏

والصِّفْر والصَّفْر والصُّفْر‏:‏ الشيء الخالي، وكذلك الجمع والواحد

والمذكر والمؤنث سواء؛ قال حاتم‏:‏

تَرَى أَنَّ ما أَنفقتُ لم يَكُ ضَرَّني، وأَنَّ يَدِي، مِمَّا بخلتُ به، صفْرُ

والجمع من كل ذلك أَصفار؛ قال‏:‏

لَيْسَتْ بأَصْفار لِمن يَعْفُو، ولا رُحٍّ رَحَارحْ

وقالوا‏:‏ إِناءٌ أَصْفارٌ لا شيء فيه، كما قالوا‏:‏ بُرْمَة أَعْشار‏.‏ وآنية

صُفْر‏:‏ كقولك نسْوَة عَدْل‏.‏ وقد صَفِرَ الإِناء من الطعام والشراب، والرَطْب من اللَّبَن بالكسر، يَصْفَرُ صَفَراً وصُفُوراً أَي خلا، فهو صَفِر‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ صَفُر يَصْفُر صُفُورة‏.‏ والعرب تقول‏:‏ نعوذ بالله من قَرَعِ الفِناء وصَفَرِ الإِناء؛ يَعْنُون به هَلاك المَواشي؛ ابن السكيت‏:‏

صَفِرَ الرجل يَصْفَر صَفِيراً وصَفِر الإِناء‏.‏ ويقال‏:‏ بيت صَفِر من المتاع، ورجل صِفْرُ اليدين‏.‏ وفي الحديث‏:‏ إِنَّ أَصْفَرَ البيوت‏.‏ من الخير البَيْتُ الصَّفِرُ من كِتاب الله‏.‏ وأَصْفَر الرجل، فهو مُصْفِر، أَي

افتقر‏.‏ والصَّفَر‏:‏ مصدر قولك صَفِر الشيء، بالكسر، أَي خلا‏.‏

والصِّفْر في حِساب الهند‏:‏ هو الدائرة في البيت يُفْني حِسابه‏.‏

وفي الحديث‏:‏ نهى في الأَضاحي عن المَصْفُورة والمُصْفَرة؛ قيل‏:‏

المَصْفورة المستأْصَلة الأُذُن، سميت بذلك لأَن صِماخيها صَفِرا من الأُذُن أَي

خَلَوَا، وإِن رُوِيَت المُصَفَّرة بالتشديد فَللتَّكسِير، وقيل‏:‏ هي

المهزولة لخلوِّها من السِّمَن؛ وقال القتيبي في المَصْفُورة‏:‏ هي

المَهْزُولة، وقيل لها مُصَفَّرة لأَنها كأَنها خَلَت من الشحم واللحم، من قولك‏:‏ هو صُِفْر من الخير أَي خالٍ‏.‏ وهو كالحديث الآخر‏:‏ إِنَّه نَهَى عن العَجْفاء

التي لا تُنْقِي، قال‏:‏ ورواه شمر بالغين معجمة، وفسره على ما جاء في الحديث، قال ابن الأَثير‏:‏ ولا أَعرفه؛ قال الزمخشري‏:‏ هو من الصِّغار‏.‏ أَلا

ترى إِلى قولهم للذليل مُجَدَّع ومُصلَّم‏؟‏ وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ‏:‏ صِفْرُ

رِدائها ومِلءُ كِسائها وغَيْظُ جارَتِها؛ المعنى أَنها ضامِرَة البطن

فكأَن رِداءها صِفْر أَي خالٍ لشدَّة ضُمور بطنها، والرِّداء ينتهي إِلى

البطن فيقع عليه‏.‏ وأَصفَرَ البيتَ‏:‏ أَخلاه‏.‏ تقول العرب‏:‏ ما أَصْغَيْت لك

إِناء ولا أَصْفَرْت لك فِناءً، وهذا في المَعْذِرة، يقول‏:‏ لم آخُذْ

إِبِلَك ومالَك فيبقى إِناؤُك مَكْبوباً لا تجد له لَبَناً تَحْلُبه فيه، ويبقى

فِناؤك خالِياً مَسْلُوباً لا تجد بعيراً يَبْرُك فيه ولا شاة تَرْبِضُ

هناك‏.‏

والصَّفارِيت‏:‏ الفقراء، الواحد صِفْرِيت؛ قال ذو الرمة‏:‏

ولا خُورٌ صَفارِيتُ

والياء زائدة؛ قال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاده ولا خُورٍ، والبيت بكماله‏:‏

بِفِتْيَةٍ كسُيُوف الهِنْدِ لا وَرَعٍ

من الشَّباب، ولا خُورٍ صَفارِيتِ

والقصيدة كلها مخفوضة وأَولها‏:‏

يا دَارَ مَيَّةَ بالخَلْصاء حُيِّيتِ

وصَفِرَت وِطابُه‏:‏ مات، قال امرؤُ القيس‏:‏

وأَفْلَتَهُنَّ عِلْباءٌ جَرِيضاً، ولو أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطاب

وهو مثَل معناه أَن جسمه خلا من رُوحه أَي لو أَدركته الخيل لقتلته

ففزِعت، وقيل‏:‏ معناه أَن الخيل لو أَدركته قُتل فصَفِرَت وِطابُه التي كان

يَقْرِي منها وِطابُ لَبَنِه، وهي جسمه من دَمِه إِذا سُفِك‏.‏ والصَّفْراء‏:‏

الجرادة إِذا خَلَت من البَيْضِ؛ قال‏:‏

فما صَفْراءُ تُكْنَى أُمَّ عَوْفٍ، كأَنَّ رُجَيْلَتَيْها مِنْجَلانِ‏؟‏

وصَفَر‏:‏ الشهر الذي بعد المحرَّم، وقال بعضهم‏:‏ إِنما سمي صَفَراً لأَنهم

كانوا يَمْتارُون الطعام فيه من المواضع؛ وقال بعضهم‏:‏ سمي بذلك لإِصْفار

مكة من أَهلها إِذا سافروا؛ وروي عن رؤبة أَنه قال‏:‏ سَمَّوا الشهر

صَفَراً لأَنهم كانوا يَغْزون فيه القَبائل فيتركون من لَقُوا صِفْراً من المَتاع، وذلك أَن صَفَراً بعد المحرم فقالوا‏:‏ صَفِر الناس مِنَّا صَفَراً‏.‏

قال ثعلب‏:‏ الناس كلهم يَصرِفون صَفَراً إِلاَّ أَبا عبيدة فإِنه قال لا

ينصرف؛ فقيل له‏:‏ لِمَ لا تصرفه‏؟‏‏.‏‏.‏‏.‏ لأَن النحويين

قد أَجمعوا على صرفه، وقالوا‏:‏ لا يَمنع الحرف من الصَّرْف إِلاَّ

علَّتان، فأَخبرنا بالعلتين فيه حتى نتبعك، فقال‏:‏ نعم، العلَّتان المعرفة

والسَّاعةُ، قال أَبو عمر‏:‏ أَراد أَن الأَزمنة كلها ساعات والساعات مؤنثة؛ وقول

أَبي ذؤيب‏:‏

أَقامَتْ به كمُقام الحَنِيـ *** ـفِ شَهْرَيْ جُمادى، وشَهْرَيْ صَفَر

أَراد المحرَّم وصفراً، ورواه بعضهم‏:‏ وشهرَ صفر على احتمال القبض في الجزء، فإِذا جمعوه مع المحرَّم قالوا‏:‏ صَفران، والجمع أَصفار؛ قال

النابغة‏:‏لَقَدْ نَهَيْتُ بَني ذُبْيانَ عن أُقُرٍ، وعن تَرَبُّعِهِم في كلِّ أَصْفارِ

وحكى الجوهري عن ابن دريد‏:‏ الصَّفَرانِ شهران من السنة سمي أَحدُهما في الإِسلام المحرَّم‏.‏ وقوله في الحديث‏:‏ لا عَدْوَى ولا هامَةَ ولا صَفَر؛ قال أَبو عبيد‏:‏ فسر الذي روى الحديث أَن صفر دَوَابُّ البَطْن‏.‏ وقال أَبو

عبيد‏:‏ سمعت يونس سأَل رؤبة عن الصَّفَر، فقال‏:‏ هي حَيَّة تكون في البطن

تصيب الماشية والناس، قال‏:‏ وهي أَعدى من الجَرَب عند العرب؛ قال أَبو

عبيد‏:‏ فأَبطل النبي صلى الله عليه وسلم أَنها تعدي‏.‏ قال‏:‏ ويقال إِنها تشتد

على الإِنسان وتؤذيه إِذا جاع‏.‏ وقال أَبو عبيدة في قوله لا صَفَر‏:‏ يقال

في الصَّفَر أَيضاً إِنه أَراد به النَّسيءَ الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأْخيرهم المحرَّم إِلى صفر في تحريمه ويجعلون صَفَراً هو الشهر

الحرام فأَبطله؛ قال الأَزهري‏:‏ والوجه فيه التفسير الأَول، وقيل للحية

التي تَعَضُّ البطن‏:‏ صَفَر لأَنها تفعل ذلك إِذا جاع الإِنسان‏.‏

والصَّفَرِيَّةُ‏:‏ نبات ينبت في أَوَّل الخريف يخضِّر الأَرض ويورق

الشجر‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ سميت صفرية لأَن الماشية تَصْفَرُّ إِذا رعت ما يخضر

من الشجر وترى مَغابِنَها ومَشَافِرَها وأَوْبارَها صُفْراً؛ قال ابن سيده‏:‏ ولم أَجد هذا معروفاً‏.‏

والصُّفَارُ‏:‏ صُفْرَة تعلو اللون والبشرة، قال‏:‏ وصاحبه مَصْفُورٌ؛ وأَنشد‏:‏

قَضْبَ الطَّبِيبِ نائطَ المَصْفُورِ

والصُّفْرَةُ‏:‏ لون الأَصْفَر، وفعله اللازم الاصْفِرَارُ‏.‏ قال‏:‏ وأَما

الاصْفِيرارُ فَعَرض يعرض الإِنسان؛ يقال‏:‏ يصفارُّ مرة ويحمارُّ أُخرى، قال‏:‏ ويقال في الأَوَّل اصْفَرَّ يَصْفَرُّ‏.‏

والصَّفَريُّ‏:‏ نَتَاج الغنم مع طلوع سهيل، وهو أَوَّل الشتاء، وقيل‏:‏

الصَّفَرِيَّةُ‏.‏ من لدن طلوع سُهَيْلٍ إِلى سقوط الذراع حين يشتد البرد

وحينئذ يُنْتَجُ الناس، ونِتاجه محمود، وتسمى أَمطار هذا الوقت صَفَرِيَّةً‏.‏

وقال أَبو سعيد‏:‏ الصَّفَرِيَّةُ ما بين تولي القيظ إِلى إِقبال الشتاء، وقال أَبو زيد‏:‏ أَول الصفرية طلوع سُهَيْلٍ وآخرها طلوع السِّماك‏.‏ قال‏:‏

وفي أَوَّل الصَّفَرِيَّةِ أَربعون ليلة يختلف حرها وبردها تسمى المعتدلات، والصَّفَرِيُّ في النّتاج بعد القَيْظِيِّ‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏

الصَّفَرِيَّةُ تولِّي الحر وإِقبال البرد‏.‏ وقال أَبو نصر‏:‏ الصَّقَعِيُّ أَول

النتاج، وذلك حين تَصْقَعُ الشمسُ فيه رؤوسَ البَهْم صَقْعاً، وبعض العرب يقول

له الشَّمْسِي والقَيْظي ثم الصَّفَري بعد الصَّقَعِي، وذلك عند صرام

النخيل، ثم الشَّتْوِيُّ وذلك في الربيع، ثم الدَّفَئِيُّ وذلك حين تدفأُ

الشمس، ثم الصَّيْفي ثم القَيْظي ثم الخَرْفِيُّ في آخر القيظ‏.‏

والصَّفَرِية‏:‏ نبات يكون في الخريف؛ والصَّفَري‏:‏ المطر يأْتي في ذلك

الوقت‏.‏ تَصَفَّرَ المال‏:‏ حسنت حاله وذهبت عنه وَغْرَة القيظ‏.‏

وقال مرة‏:‏ الصَّفَرِية أَول الأَزمنة يكون شهراً، وقيل‏:‏ الصَّفَري أَول

السنة‏.‏

والصَّفِير‏:‏ من الصوت بالدواب إِذا سقيت، صَفَرَ يَصْفِرُ صَفِيراً، وصَفَرَ بالحمار وصَفَّرَ‏:‏ دعاه إِلى الماء‏.‏ والصَّافِرُ‏:‏ كل ما لا يصيد من الطير‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الصَّفارِيَّة الصَّعْوَةُ والصَّافِر الجَبان؛ وصَفَرَ الطائر يَصْفِرُ صَفِيراً أَي مَكَا؛ ومنه قولهم في المثل‏:‏

أَجْبَنُ من صَافِرٍ وأَصفَرُ من بُلْبُلٍ، والنَّسْر يَصْفِر‏.‏ وقولهم‏:‏ ما في الدار صافر أَي أَحد يصفر‏.‏ وفي التهذيب‏:‏ ما في الدار‏.‏ أَحد يَصْفِرُ به، قال‏:‏ هذا مما جاء على

لفظ فاعل ومعناه مفعول به؛ وأَنشد‏:‏

خَلَتِ المَنازل ما بِها، مِمَّن عَهِدْت بِهِنَّ، صَافِر

وما بها صَافِر أَي ما بها أَحد، كما يقال ما بها دَيَّارٌ، وقيل‏:‏ أَي

ما بها أَحد ذو صَفير‏.‏ وحكى الفراء عن بعضهم قال‏:‏ كان في كلامه صُفار، بالضم، يريد صفيراً‏.‏ والصَّفَّارَةُ‏:‏ الاست‏.‏ والصَّفَّارَةُ‏:‏ هَنَةٌ جَوْفاء

من نحاس يَصْفِر فيها الغلام للحَمَام، ويَصْفِر فيها بالحمار ليشرب‏.‏

والصَّفَرُ‏:‏ العَقل والعقد‏.‏ والصَّفَرُ‏:‏ الرُّوعُ ولُبُّ القَلْبِ، يقال‏:‏ ما يلزق ذلك بصَفَري‏.‏

والصُّفَار والصِّفَارُ‏:‏ ما بقي في أَسنان الدابة من التبن والعلف

للدواب كلها‏.‏ والصُّفَار‏:‏ القراد، ويقال‏:‏ دُوَيْبَّةٌ تكون في مآخير الحوافر

والمناسم؛ قال الأَفوه‏:‏

ولقد كُنْتُمْ حَدِيثاً زَمَعاً

وذُنَابَى، حَيْثُ يَحْتَلُّ الصُّفَار

ابن السكيت‏:‏ الشَّحْمُ والصَّفَار، بفتح الصاد، نَبْتَانِ؛ وأَنشد‏:‏

إِنَّ العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْوَاحنا، ما كانَ مِنْ شَحْم بِهَا وَصَفَار‏.‏

والصَّفَار، بالفتح‏:‏ يَبِيس

البُهْمى‏.‏

وصُفْرَةُ وصَفَّارٌ‏:‏ اسمان‏.‏ وأَبو صُفْرَةَ‏:‏ كُنْيَة‏.‏

والصُّفْرِيَّةُ، بالضم‏:‏ جنس من الخوارج، وقيل‏:‏ قوم من الحَرُورِيَّة

سموا صُفْرِيَّةً لأَنهم نسبوا إِلى صُفْرَةِ أَلوانهم، وقيل‏:‏ إِلى عبدالله بن صَفَّارٍ؛ فهو على هذا القول الأَخير من النسب النادر، وفي الصحاح‏:‏

صِنْفٌ من الخوارج نسبوا إِلى زياد بن الأَصْفَرِ رئيسهم، وزعم قوم أن الذي نسبوا إِليه هو عبدالله ابن الصَّفَّار وأَنهم الصِّفْرِيَّة، بكسر

الصاد؛ وقال الأَصمعي‏:‏ الصواب الصِّفْرِيَّة، بالكسر، قال‏:‏ وخاصم رجُل منهم

صاحبَه في السجن فقال له‏:‏ أَنت والله صِفْرٌ من الدِّينِ، فسموا

الصِّفْرِيَّة، فهم المَهَالِبَةُ‏.‏ نسبوا إِلى أَبي صُفْرَةَ، وهو أَبو المُهَلَّبِ

وأَبو صُفْرَةَ كُنْيَتُهُ‏.‏

والصَّفْراءُ‏:‏ من نبات السَّهْلِ والرَّمْل، وقد تنبُت بالجَلَد، وقال

أَبو حنيفة‏:‏ الصَّفْراءُ نبتا من العُشب، وهي تُسَطَّح على الأَرض، وكأَنَّ ورقَها ورقُ الخَسِّ، وهي تأْكلها الإِبل أَكلا شديداً، وقال أَبو نصر‏:‏

هي من الذكور‏.‏ والصَّفْراءُ‏:‏ شِعْب بناحية بدر، ويقال لها الأَصَافِرُ‏.‏

والصُّفَارِيَّةُ‏:‏ طائر‏.‏ والصَّفْراء‏:‏ فرس الحرث

بن الأَصم، صفة غالبة‏.‏ وبنو الأَصْفَرِ‏:‏ الرَّوم، وقيل‏:‏ ملوك الرّوم؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَدري لم سموا بذلك؛ قال عدي ابن زيد‏:‏

وِبَنُو الأَصْفَرِ الكِرامُ، مُلُوكُ الـ *** ـرومِ، لم يَبْقَ مِنْهُمُ مَذْكُورُ

وفي حديث ابن عباس‏:‏ اغْزُوا تَغْنَمُوا بَناتِ الأَصْفَرِ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ يعني الرومَ لأَن أَباهم الأَول كان أَصْفَرَ اللون، وهو رُوم

بن عِيْصُو بن إِسحق

بن إِبراهيم‏.‏ وفي الحديث ذكر مَرْجِ الصُّفَّرِ، وهو بضم الصاد وتشديد

الفاء، موضع بغُوطَة دمشق وكان به وقعة للمسلمين مع الروم‏.‏ وفي حديث مسيره

إِلى بدر‏:‏ ثُمَّ جَزَع الصُّفَيْراءَ؛ هي تصغير الصَّفْرَاء، وهي موضع

مجاور بدر‏.‏ والأَصَافِرُ‏:‏ موضع؛ قال كُثَيِّر‏:‏

عَفَا رابَغٌ مِنْ أَهْلِهِ فَالظَّوَاهِرُ، فأَكْنَافُ تْبْنَى قد عَفَتْ فَالأَصافِرُ‏.‏

وفي حديث عائشة‏:‏ كانت إذا سُئِلَتْ عَنْ أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ من السِّبَاعِ قَرَأَتْ‏:‏ قُلْ لا أَجِدُ فيما أُوحِيَ إِليَّ مُحَرَّماً على

طَاعِمٍ يَطْعَمُه وتقول‏:‏ إِن البُرْمَةَ لَيُرَى في مائِهَا

صُفْرَةٌ، تعني أَن الله حرَّم الدَّم في كتابه، وقد تَرَخّص الناس في ماء

اللَّحْم في القدر وهو دم، فكيف يُقْضَى على ما لم يحرمه الله بالتحريم‏؟‏ قال‏:‏

كأَنها أَرادت أَن لا تجعل لحوم السِّبَاع حراماً كالدم وتكون عندها

مكروهة، فإِنها لا تخلو أَن تكون قد سمعت نهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها‏.‏

صقر‏:‏ الصَّْرُ‏:‏ الطائر الذي يُصاد به، من الجوارح‏.‏ ابن سيده‏:‏ والصَّقْرُ

كل شيء يَصيد من البُزَاةِ والشَّواهينِ وقد تكرر ذكره في الحديث، والجمع أَصْقُرٌ وصُقُورٌ وصُقُورَةٌ وصِقَارٌ وصِقَارَةٌ‏.‏ والصُّقْرُ‏:‏ جَمْعُ

الصُّقُور الذي هو جمع صَقْرٍ؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

كَأَنَّ عَيْنَيْهِ، إِذا تَوَقَّدَا، عَيْنَا قَطَامِيٍّ منَ الصُّقْرِ بَدَا

قال ابن سيده‏:‏ فسره ثعلب بما ذكرنا؛ قال‏:‏ وعندي أَن الصُّقْرَ جمع

صَقْرٍ كما ذهب إِليه أَبو حنيفة من أَن زُهْواً جمع زَهْو، قال‏:‏ وإِنما

وجهناه على ذلك فراراً من جمع الجمع، كما ذهب الأَخفش في قوله تعالى‏:‏ فرُهُنٌ

مَقْبُوضَة، إِلى أَنه جمع رَهْنٍ لا جمع رِهَان الذي هو جمع رَهْنٍ

هَرَباً من جمع الجمع، وإِن كان تكسير فَعْلٍ على فُعْلٍ وفُعُلٍ قليلاً، والأُنثى صَفْرَةٌ‏.‏ والصَّقْرُ‏:‏ اللبن الشديد الحُمُوضَة‏.‏ يقال‏:‏ حَبَانا

بِصَقْرَةٍ تَزْوِي الوجه، كما يقال بِصَرْبَةٍ؛ حكاهما الكسائي‏.‏ وما مَصَلَ

من اللَّبن فامَّازَتْ خُثَارَته وصَفَتْ صَفْوَتُه فإِذا حَمِضَتْ كانت

صِبَاغاً طيِّباً، فهو صَقْرَة‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ إِذا بلغ اللبن من الحَمَضِ ما ليس فوقه شيء، فهو الصَّقْرُ‏.‏ وقال شمر‏:‏ الصَّقْر الحامض الذي

ضربته الشمس فَحَمِضَ‏.‏ يقال‏:‏ أَتانا بِصَقْرَةٍ حامضة‏.‏ قال‏:‏ مِكْوَزَةُ‏:‏ كأن الصَّقْرَ منه‏.‏ قال ابن بُزُرج‏:‏ المُصْقَئِرُّ من اللبن الذي قد حَمِضَ

وامتنع‏.‏ والصَّقْرُ والصَّقْرَةُ‏:‏ شدة وقعِ الشمس وحِدَّةُ حرّها، وقيل‏:‏

شدة وقْعِها على رأْسه؛ صَقَرَتْهُ صَقْراً‏:‏ آذاه حَرُّها، وقيل‏:‏ هو إِذا

حَمِيَتْ عليه؛ قال ذو الرمة‏:‏

إِذا ذَابَت الشمْسُ، اتَّقَى صَقَرَاتِها

بِأَفْنَانِ مَرْبُوعِ الصَّرِيمَةِ مُعْبِلِ

وصَقَرَ النَّارَ صَقْراً وصَقَّرَهَا‏:‏ أَوْقَدَها؛ وقد اصْتَقَرَتْ

واصْطَقَرَتْ‏:‏ جاؤوا بها مَرَّةً على الأَصل ومَرَّةً على المضارَعة‏.‏

وأَصْقَرَت الشمس‏:‏ اتَّقَدَتْ، وهو مشتق من ذلك‏.‏ وصَقَرَهُ بالعصا صَقْراً‏:‏

ضربه بها على رأْسه‏.‏ والصَّوْقَرُ والصَّاقُورُ‏:‏ الفأْس العظيمة التي لها

رأْس واحد دقيق تكسر به الحجارة، وهو المِعْوَل أَيضاً‏.‏ والصَّقْر‏:‏ ضرب

الحجارة بالمِعْوَل‏.‏ وصَقَرَ الحَجَرَ يَصْقُرُهُ صَقْراً‏:‏ ضربه بالصَّاقُور

وكسره به‏.‏

والصَّاقُورُ‏:‏ اللِّسان‏.‏ والصَّاقِرَةُ‏:‏ الداهية النازلة الشديدة

كالدَّامِغَةِ‏.‏

والصَّقْرُ والصَّقَرُ‏:‏ ما تَحَلَّب من العِنَب والزبيب والتمر من غير

أَن يُعْصَر، وخص بعضهم من أَهل المدينة به دِبْسَ التمر، وقيل‏:‏ هو ما

يسيل من الرُّطَب إِذا يبسَ‏.‏ والصَّقْرُ‏:‏ الدِّبس عند أَهل المدينة‏.‏

وصَقَّرَ التمر‏:‏ صبَّ عليه الصَّقْرَ‏.‏ ورطب صَقِرٌ مَقِرٌ‏:‏ صَقِرٌ ذو صَقْرٍ

ومَقِرٌ إِتباع، وذلك التمر الذي يصلح للدِّبس‏.‏ وهذا التمر أَصْقَرُ من هذا أَي أَكْثَرُ صَقْراً؛ حكاه أَبو حنيفة وإِن لم يك له فِعْل‏.‏ وهو كقولهم للسانين

‏.‏ وقد تقدم مراراً‏.‏

والمُصَقَّرُ من الرطب‏:‏ المُصَلِّبُ يُصَبُّ عليه الدّبس ليَلينَ، وربما جاء

بالسين، لأَنهم كثيراً ما يقلبون الصاد سيناً إِذا كان في الكلمة قاف أَو طاء

أَو عين أَو خاء مثل الصَّدْع والصِّماخ والصِّراط والبُصاق‏.‏ قال أَبو

منصور‏:‏ والصَّقْر، عند البَحْرَانِيِّينَ، ما سال من جِلالِ التمر التي

كُنِزَتْ وسُدِّك بعضُها فوق بعض في بيت مُصَرَّج تحتها خَوابٍ خُضْر، فينعصر منها دِبْس خامٌ كأَنه العسل، وربما أَخذوا الرُّطَب الجَيِّد ملقوطاً

من العِذْقِ فجعلوه في بَساتِيقَ وصَبّوا عليه من ذلك الصَّقْر، فيقال له

رُطَب مُصَقِّر، ويبقى رُطباً طيباً طول السنة وقال الأَصمعي‏:‏

التَّصْقِيرُ أَن يُصَب على الرُّطَب الدِّبْسُ فيقال رُطَب مُصَقَّر، مأْخوذ من الصَّقْرِ، وهو الدِّبْس‏.‏ وفي حديث أَبي حَثْمَةَ‏:‏ ليس الصَّقْر في رؤوس

النَّحل‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ هو عسل الرُّطَب ههنا، وهو الدِّبْس، وهو في غير هذا اللَّبَنُ الحامض‏.‏ وماء مُصْقَرٌّ‏:‏ متغير‏.‏ والصَّقَر‏:‏ ما انْحَتَّ

من ورق العِضاهِ والعُرْفُطِ والسَّلَمِ والطَّلْح والسَّمُر، ولا يقال

له صَقَرٌ حتى يَسْقط‏.‏

والصَّقْرُ‏:‏ المَاءُ الآجِنُ‏.‏

والصَّاقُورَةُ‏:‏ باطن القِحْف المُشْرِفُ على الدِّماغ، وفي التهذيب‏:‏

والصَّاقُور باطن القِحْفِ المُشْرِف فوق الدِّماغ كأَنه قَعْرُ قَصْعة‏.‏

وصَاقُورَةُ والصَّاقُورَةُ‏:‏ اسم السماء الثَّالثة‏.‏

والصَّقَّارُ‏:‏ النَّمَّامُ‏.‏ والصَّقَّار‏:‏ اللَّعَّانُ لغير

المُسْتَحِقين‏.‏ وفي حديث أَنس‏:‏ مَلْعُون كلّ صَقَّارٍ قيل‏:‏ يا رسولُ الله، وما

الصَّقِّار‏؟‏ قال‏:‏ نَشْءٌ يكونون في آخر الزمن تَحِيْتُهم بينهم إِذا تلاقوا

التَّلاعُن‏.‏ التهذيب عن سهل بن معاذ عن أَبيه‏:‏ أَن رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لا تزال الأُمة على شَريعَةٍ ما لم يظهر فيهم ثلاث‏:‏ ما لم يُقْبَضْ منهم العِلْمُ، ويَكْثُرْ فيهم الخُبْثُ، ويَظْهَرْ فيهم

السَّقَّارُونَ، قالوا‏:‏ وما السَّقَّارُون يا رسولُ الله‏؟‏ قال‏:‏ نَشَأٌ يكونون

في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إِذا تلاقوا التلاعنَ، وروي بالسين

وبالصاد، وفسره بالنَّمَّامِ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏ ويجوز أَن يكون أَراد به ذا

الكْبرِ والأُبَّهَةِ بأَنه يميل بخدّه‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ الصَّقْرَانِ

دَائِرتانِ من الشَّعر عند مؤخر اللِّبْدِ من ظهر الفرس، قال‏:‏ وحدُّ الظهر إِلى

الصَّقْرين‏.‏

الفراء‏:‏ جاء فلان بالصُّقَرِ والبُقَرِ والصُّقارَى والبُقارَى إِذا

جاءَ بالكَذِب الفاحش‏.‏ وفي النوادر‏:‏ تَصَقَّرْت بموضع كذا وتشكلت وتنكفت‏.‏ بمعنى تَلَبَّثْت‏.‏

والصَّقَّار‏:‏ الكافر‏.‏ والصَّقَّار‏:‏ الدَّبِّاس، وقيل‏:‏ السَّقَّار الكافر، بالسين‏.‏ والصَّقْرُ‏:‏ القِيَادَةُ على الحُرَم؛ عن ابن الأَعرابي؛ ومنه

الصَّقِّار الذي جاء في الحديث‏.‏

والصَّقُّور‏:‏ الدَّيُّوث، وفي الحديث‏:‏ لا يَقْبَلُ اللهُ من الصَّقُّور

يوم القيامة صَرْفاً ولا عَدْلاً؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هو بمعنى الصَّقَّار، وقيل‏:‏ هو الدَّيُّوث القَوَّاد على حُرَمه‏.‏

وصَقَرُ‏:‏ من أَسماء جهنم، نعوذ بالله منها، لغة في سَقَر‏.‏

والصَّوْقَرِيرُ‏:‏ صَوْت طائر يُرَجِّع فتسمع فيه نحو هذه النَّغْمَة‏.‏

وفي التهذيب‏:‏ الصَّوْقَرِيرُ حكاية صوت طائر يُصَوْقِرُ في صياحه يسمع في صوته نحو هذه النغمة‏.‏

وصُقارَى‏:‏ موضع‏.‏

صقعر‏:‏ الصُّقْعُرُ‏:‏ الماء المُرُّ الغليظ‏.‏ والصَّقْعَرَةُ‏:‏ هو أن يَصيحَ الإنسان في أُذن آخر‏.‏ يقال‏:‏ فلان يُصَقْعِرُ في أُذن فلان‏.‏

صمر‏:‏ التَّصْمِير‏:‏ الجَمْع والمَنْع‏.‏ يقال‏:‏ صَمَرَ متاعَه وصَمَّره

وأَصْمَرَهُ‏.‏ والتَّصْمِيرُ أَيضاً‏:‏ أَن يدخل في الصُّمَيْرِ، وهو مَغِيب

الشمس‏.‏ ويقال‏:‏ أَصْمَرْنا وصَمَّرْنا وأَقْصَرْنا وقَصَّرْنا وأَعْرَجْنَا

وعَرَّجْنَا بمعنى واحد‏.‏ ابن سيده‏:‏ صَمَر يَصْمُر صَمْراً وصُمُوراً

بَخِلَ ومَنَع؛ قال‏:‏

فَإِنِّي رَأَيْتُ الصَّامِرِينَ مَتاعَهم

يَمُوتُ ويَفْنى، فَارْضَخِي مِنْ وعائِيَا

أَراد يموتون ويفنى مالهم، وأَراد الصامرين بمتاعهم‏.‏

ورَجُل صَمِيرٌ‏:‏ يابسُ اللَّحْمِ على العظام‏.‏

والصَّمَرُ، بالتحريك‏:‏ النَّتْنَ

يقال‏:‏ يدي في اللحم صَمِرَةٌ‏.‏

وفي حديث علي‏:‏ أَنه أَعطى أَبا رافع حَتيّاً وعُكَّةَ سَمْنٍ، وقال‏:‏ ادفع

هذا إِلى أَسْماءَ بنت عُمَيْسٍ، وكانت تحت أَخيه جعفر، لتَدْهُن به بني

أَخيه من صَمرَ البَحْر، يعني من نَتْنِ ريحه وتَطْعَمهن من الحَقِّ؛ أَما

صَمَرُ البحر فهو نَتْن ريحه وغَمَقُه ووَمَدُه‏.‏ والحَتِيُّ‏:‏ سَوِيقُ

المُقْل‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الصَّمْرُ رائحة المِسْك الطري‏.‏ والصَّمْرُ‏:‏

غَتْمُ البحر إِذا خَبَّ أَي هاج موجه، وخَبيبُه تَناطُحُ أَمواجه‏.‏ ابن دريد‏:‏

رجل صَمِيرٌ يابسُ اللحم على العظْم تفوح منه رائحة العَرَق‏.‏

وصَمَرَ الماءُ يَصْمر صُمُوراً‏:‏ جرى من حُدُور في مُسْتَوًى فَسَكن، وهو جَارٍ، وذلك المكان يسمى صِمْر الوادي، وصِمْرُه‏:‏ مُسْتَقَرُّهُ‏.‏

والصُّمَارى، مقصوراً‏:‏ الاست لنَتْنِها‏.‏ الصحاح‏:‏ الصُّمَارَى، بالضم، الدُّبُر؛ وفي التهذيب‏:‏ الصَّمَارَى، بكسر الصاد‏.‏

والصُّمْرُ‏:‏ الصُّبْر؛ أَخَذَ الشيءَ بأَصْمَارِه أَي بأَصْبَارِه، وقيل‏:‏ هو على البدل‏.‏ وملأَ الكأْس إِلى أَصْمَارها أَي إلى أَعاليها

كأَصْبَارها، واحدها صُمْر وصُبْر‏.‏ وصَيْمَر‏:‏ أَرض من مِهْرِجَان؛ إِليه نسب

الجُبْنُ الصَّيْمَري‏.‏

والصَّوْمَرُ‏:‏ البَاذِرُوجُ، وقال أَبو حنيفة‏:‏ الصَّوْمَر شجر لا ينبت

وحده ولكن يَتَلَوَّى على الغافِ، وهو قُضْبَانٌ لها ورق كورق الأَرَاك، وله ثمر يشبه البَلُّوط يؤكل، وهو ليِّن شديد الحلاوة‏.‏

صمعر‏:‏ الصَّمْعَرُ والصَمْعَرِيُّ‏:‏ الشديد من كل شيء‏.‏ والصَّمْعَرِيُّ‏:‏

اللئيم، وهو أَيضاً الذي لا تعمل فيه رُقْيَةٌ ولا سحر، وقيل‏:‏ هو الخالص

الحمرة‏.‏ والصِّمْعَرِية من الحيات‏:‏ الحية الخبيثة؛ قال الشاعر‏:‏

أَحَيَّةُ وَادٍ بَغْرَةٌ، صَمْعَريَّةٌ، أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ ثَلاثٌ لَوَاقِحُ‏؟‏

أَراد باللَّوَاقحِ‏:‏ العقارب‏.‏ والصُّمْعُور‏:‏ القصير الشجاع‏.‏ وصَمْعَر‏:‏

اسم موضع؛ قال القتال الكلابي‏:‏

عَفَا بَطْنُ‏.‏ سِهْيٍ مِنْ سُلَيْمى فَصَمْعَرُ

صمقر‏:‏ صَمْقَرَ اللبنُ واصْمَقَرَّ، فهو مُصْمَقِرُّ‏:‏ اشتدت حموضته‏.‏

واصْمَقَرَّت الشمس‏:‏ اتَّقَدَتْ، وقيل‏:‏ إِنها من قولك صَقَّرْتُ النار إِذا

أَوقدتها، والميم زائدة، وأَصلها الصقرة‏.‏ أَبو زيد‏:‏ سمعت بعض العرب يقول‏:‏

يوم مُصْمَقِرٌّ إِذا كان شديد الحر، والميم زائدة‏.‏

صنر‏:‏ الصَّنَارَةُ، بكسر الصاد‏:‏ الحديدة الدقيقة المُعَقَّفَةُ التي في رأْس المِغْزل، وقيل‏:‏ الصِّنَارَةُ رأْس المِغْزل، وقيل‏:‏ صِنَارَةُ

المغزل الحديدة التي في رأْسه، ولا تقل صِنَّارَةً‏.‏ وقال الليث‏:‏ الصِّنَارَةُ

مِغْزل المرأَة، وهو دخيل‏.‏ والصِّنَارَة‏:‏ الأُذن، يمانية‏.‏

والصِّنَارِيَّةُ‏:‏ قوم بِإِرْمِينِيَةَ نسبوا إِلى ذلك‏.‏

ورجل صِنَارَةٌ وصَنَارة‏:‏ سيّءُ الخلق، الكسر عن ابن الأَعرابي والفتح

عن كراع‏.‏

التهذيب‏:‏ الصِّنَّوْرُ البخيل السيّء الخلق، والصَّنانِيرُ السيِّئُو

الأَدب، وإِن كانوا ذوي نباهة‏.‏ وقال أَبو علي‏:‏ صِنارةٌ، بالكسر، سيّء

الخلق، ليس من أَبنية الكتاب لأَن هذا البناء لم يجئ صفة‏.‏

والصِّنَّارُ‏:‏ شجر الدُّلْبِ، واحدته صِنَّارة؛ عن أَبي حنيفة، قال‏:‏ وهي

فارسية وقد جرت في كلام العرب؛ وأَنشد بيت العجاج‏:‏

يَشُقُّ دَوْحَ الجَوْزِ والصِّنَّارِ

وقال بعضهم‏:‏ هو الصِّنَار، بتخفيف النون، وأَنشد بيت العجاج بالتخفيف‏.‏

وصِنارة الحَجَفَةِ‏:‏ مَقْبِضُها، وأَهل اليمن يسمون الأُذن صِنارة‏.‏

صنبر‏:‏ الصُّنْبُورَةُ والصُّنْبُورُ جميعاً‏:‏ النخلة التي دقت من أَسفلها

وانْجَرَد كَرَبُها وقلّ حَمْلها، وقد صَنْبَرَتْ‏.‏ والصُّنْبُور‏:‏

سَعَفات يخرجن في أَصل النخلة‏.‏ والصُّنْبُور أَيضاً‏:‏ النخلة تخرج من أَصل

النخلة الأُخرى من غير أَن تغرس‏.‏ والصُّنْبُور أَيضاً‏:‏ النخلة المنفردة من جماعة النخل، وقد صَنْبَرَت‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏ الصُّنْبُور، بغير هاء، أَصل

النخلة الذي تَشَعَّبت منه العُرُوق‏.‏

ورجل صُنْبُورٌ‏:‏ فَرْد ضعيف ذليل لا أَهل له ولا عَقِب ولا ناصر‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن كفار قريش كانوا يقولون في النبي صلى الله عليه وسلم محمد

صُنْبُور، وقالوا‏:‏ صُنَبْيرٌ أَي أَبُْتَر لا عقب له ولا أَخ فإِذا مات

انقطع ذِكْرُهُ، فأَنزال الله تعالى‏:‏ إِنَّ شانِئَكَ هو الأَبتَرُ‏.‏ التهذيب‏:‏

في الحديث عن ابن عباس قال‏:‏ لما قدم ابنُ الأَشرف مكةَ قالت له قريش‏:‏

أَنت خَيْرُ أَهل المدينة وسيِّدُهم‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قالوا‏:‏ أَلا ترى هذا

الصُّنَيْبيِرَ الأُبَيْتِرَ من قومه يزعم أَنه خير منا ونحن أَهل الحَجِيج

وأَهل السَّدانَةِ وأَهل السِّقاية‏؟‏ قال‏:‏ أَنتم خير منه، فأُنْزِلَتْ‏:‏ إن شانِئك هو الأَبتر؛ وأُنزلت‏:‏ أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتوا نَصِيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْتِ والطَّاغُوتِ ويقولون للَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاء

أَهْدَى من الذين آمنوا سَبِيلاً‏.‏ وأَصل الصُّنْبُورِ‏:‏ سَعَفَةٌ تنبُت

في جِذْع النخلة لا في الأَرض‏.‏ قال أَبو عبيدة‏:‏ الصُّنْبُورُ النخلة تبقى

منفردة ويَدِقُّ أَسفلها ويَنْقَشِرُ‏.‏ يقال‏:‏ صَنْبَرَ أَسفلُ النخلة؛ مُراد كفار قريش بقولهم صُنْبُور أَي أَنه إِذا قُلِعَ انقطع ذِكْرُه كما

يذهب أَصل الصُّنْبُور لأَنته لا عَقِب له‏.‏ ولقي رجلٌ رجُلاً من العَرَب

فسأَله عن نخلة فقال‏:‏ صَنْبَرَ أَسفَلُه وعَشَّشَ أَعلاه، يعني دَقَّ

أَسفلُه وقلَّ سَعَفه ويَبِس؛ قال أَبو عبيدة‏:‏ فشبَّهوا النبي، صلى الله عليه

وسلم، بها، يقولون‏:‏ إِنه فَرْدٌ ليس له ولد فإِذا مات انقطع ذِكْرُه؛ قال

أَوس يعيب قوماً‏:‏

مُخَلَّفُونَ ويَقْضِي النَّاسُ أَمْرَهُمُ، غُشُّ الأَمانَةِ صُنْبُورٌ فَصُنْبُورُ

ابن الأَعرابي‏:‏ الصُّنْبُور من النخلة َسَعفَات تنبتُ في جذع النخلة غير

مُسْتَأْرِضَةٍ في الأَرض، وهو المُصَنْبِرُ من النخل، وإِذا نبتت

الصنَّابير في جذع النخلة أَضْوَتْها لأَنها تأْخذ غذاء الأُمهات؛ قال‏:‏

وعِلاجها أَن تُقْلَع تلك الصَّنابير منها، فأَراد كفار قريش أَن محمداً صلى الله عليه وسلم صُنْبُورٌ نبت في جذع نخلة فإِذا قُلِعَ انقطع، وكذلك

محمد إِذا مات فلا عَقِبَ له‏.‏ وقال ابن سمعان‏:‏ الصَّنابير يقال لها

العِفَّانُ والرَّوَاكِيبُ، وقد أَعَقَّت النخلةُ إِذا أَنبتت العِقَّانَ؛ قال‏:‏

ويقال لِلْفَسِيلَةِ التي تنبت في أُمها الصُّنْبُورُ، وأَصل النخلة

أَيضاً‏:‏ صُنْبُورُها‏.‏ وقال أَبو سعيد‏:‏ المُصَنْبِرَةُ أَيضاً من النخيل التي

تنبت الصَّنابِيرُ في جذوعها فتفسدها لأَنها تأْخذ غذاء الأُمهات

فَتُضْوِيَها؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا كله قول أَبي عبيدة‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏

الصُّنْبُور الوَحيدُ، والصُّنْبُور الضعيف، والصُّنْبُور الذي لا ولد له ولا

عشيرة ولا ناصر من قريب ولا غريب، والصُّنْبُور الداهية‏.‏ والصَّنْبَرُ‏:‏

الرقيق الضعيف من كل شيء من الحيوان والشجر، والصُّنبُور اللئيم، والصُّنْبور فم القَناة، والصُّنْبور القَصَبة التي تكون في الإِداوَةِ يُشْرَبُ

منها، وقد تكون من حديد ورَصاص، وصُنْبُورُ الحوض مَثْعَبُهُ، والصُّنْبُورُ مَثْعَبُ الحوض خاصَّة؛ حكاه أَبو عبيد، وأَنشد‏:‏

ما بَيْنَ صُنْبُورٍ إِلى الإِزَاءِ

وقيل‏:‏ هو ثَقْبه الذي يخرج منه الماء إِذا غُسل؛ أَنشد ابن الأَعرابي‏:‏

لَيْهنِئْ تُراثي لامْرِئٍ غَيْرِ ذِلَّةٍ، صنَابِرُ أُحْدانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ

سَرِيعَاتُ مَوْتٍ، رَيِّثَاتُ إِفاقَةٍ، إِذا ما حُمِلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ

وفسره فقال‏:‏ الصَّنابر هنا السِّهام الدِّقاق، قال ابن سيده‏:‏ ولم أَجده

إِلاَّ عن ابن الأَعرابي ولم يأْت لها بواحد؛ وأُحْدانٌ‏:‏ أَفْرادٌ، لا

نظير لها، كقول الآخر‏:‏

يَحْمِي الصُّرَيِّمَ أُحْدانُ الرِّجالِ لَهُ

صَيْدٌ ومُجْتَرِئٌ باللَّيْلِ هَمَّاسُ

وفي التهذيب في شرح البيتين‏:‏ أَراد بالصنابر سِهاماً دِقاقاً شُبِّهت

بِصَنابير النخلة التي تخرج في أَصلها دِقاقاً‏.‏ وقوله‏:‏ أُحدان أَي أَفراد‏.‏

سريعاتُ موت أَي يُمِتْنَ مَنْ رُمِي بهن‏.‏ والصَّنَوْبَرُ‏:‏ شجر مخضر شتاء

وصيفاً‏.‏ ويقال‏:‏ ثَمَرُه، وقيل‏:‏ الأَرْزُ الشجر وثَمَرُه الصَّنَوْبَرُ، وهو مذكور في موضعه‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ الصَّنَوْبَرُ ثمر الأَرزة، وهي شجرة، قال وتسمى الشجرة صَنَوْبَرَةً من أَجل ثمرها؛ أَنشد الفراء‏:‏

نُطْعِمُ الشَّحْمَ والسَّدِيفَ، ونَسقي الـ *** ـمَحْضَ في الصِّنَّبِرِّ والصُّرَّادِ

قال‏:‏ الأَصل صِنَبْر مثل هِزَبْرٍ ثم شدد النون، قال‏:‏ واحتاج الشاعر مع

ذلك إِلى تشديد الراء فلم يمكنه إِلاَّ بتحريك الباء لاجتماع الساكنين

فحركها إِلى الكسر، قال‏:‏ وكذلك الزمرذ والزمرذي‏.‏ وغَداةٌ صِنَّبْرٌ

وصِنِّبْرٌ‏:‏ بارِدَةٌ‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ الصِّنَّبْرُ من الأَضداد يكون الحَارَّ ويكون

البارِدَ؛ حكاه ابن الأَعرابي‏.‏ وصَنابِرُ الشتاء‏:‏ شدة برده، وكذلك

الصِّنَّبِر، بتشديد النون وكسر الباء‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن رجلاً وقف على ابن الزبير حين صُلِبَ، فقال‏:‏ قد كنتَ تجْمع بين قُطْرَي الليلة الصِّنَّبْرَةِ

قائماً؛ هي الشديدة البرد‏.‏ والصِّنَّبر والصِّنَّبِرُ‏:‏ البرد، وقيل‏:‏

الريح الباردة في غيم؛ قال طرفة‏:‏

بِجِفانٍ نَعْتَري نادِيَنَا، وسَدِيفٍ حينَ هاجِ الصِّنَّبر

وقال غيره‏:‏ يقال صِنِّبْر، بكسر النون‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وأَما ابن جني

فقال‏:‏ أَراد الصِّنَّبر فاحتاج إِلى تحريك الباء، فتطرق إِلى ذلك فنقل حركة

الإِعراب إِليها تشبيهاً بقولهم‏:‏ هذا بَكُر ومررت بِبَكِر فكان يجب على

هذا أَن يقول الصِّنَّبُرُ، فيضم الباء لأَن الراء مضمومة، إِلاَّ أَنه

تصور معنى إِضافة الظرف إِلى الفعل فصار إِلى أَنه كأَنه قال حين هَيْجِ

الصَّنَّبْرِ، فلما احتاج إِلى حركة الباء تصور معنى الجر فكسر الباء، وكأَنه قد نقل الكسرة عن الراء إِليها كما أَن القصيدة‏.‏ المنشدة للأَصمعي التي فيها‏:‏

كأَنَّها وقد رَآها الرَّائي

إِنما سوغه ذلك مع أَن الأَبيات كلها متوالية على الجر أَنه توهم فيه

معنى الجر، أَلا ترى أَن معناه كأَنها وقت رؤية الرائي‏؟‏ فساغ له أَن يخلط

هذا البيت بسائر الأَبيات وكأَنه لذلك لم يخالف؛ قال‏:‏ وهذا أَقرب مأْخذاً

من أَن يقول إِنه حرَّف القافية للضرورة كما حرَّفها الآخر‏.‏ في قوله‏:‏

هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ، أَوْ أَنْكَرْتَها

بَيْنَ تِبْرَاكٍ وشَسَّيْ عَبَقُر‏؟‏

في قول من قال عَبْقَر فحرّف الكلمة‏.‏ والصِّنَّبْرُ، بتسكين الباء‏:‏

اليوم الثاني من أَيام العجوز؛ وأَنشد‏:‏

فإِذا انْقَضَتْ أَيَّامُ شَهْلَتِنا‏:‏

صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبِر

قال الجوهري‏:‏ ويحتمل أَن يكونا بمعنى وإِنما حركت الباء للضرورة‏.‏

صنخر‏:‏ التهذيب في الرباعي‏:‏ أَبو عمرو‏:‏ الصِّنَّخْرُ والصِّنْخِرُ

الجَمَلُ الضخم‏.‏ قال أَبو عمرو‏:‏ الصِّنَّخْرُ، بوزن قِنْذَعْلٍ، وهو الأَحمق، والصِّنْخِرُ، بوزن القِمْقِمِ، وهو البُرّ اليابس‏.‏ وفي النوادر‏:‏ جمل

صُنَخِرٌ وصُناخِرٌ عظيم طويل من الرجال والإِبل‏.‏

صنعبر‏:‏ الصَّنَعْبَرُ‏:‏ شجرة، ويقال لها الصَّعْبَرُ‏.‏

صهر‏:‏الصَّهْرُ‏:‏ القرابة‏.‏ والصِّهْرُ‏:‏ حُرْمة الخُتُونة، وخَتَنُ الرجل

صِهْرُه، والمتزوَّجُ فيهم أَصْهارُ الخَتَنِ، والأَصْهارُ أَهلُ بيت

المرأَة ولا يقال لأَهل بيت الرجل إِلاَّ أَخْتان، وأَهل بيت المرأَة

أَصْهار، ومن العرب من يجعل الصَّهْرَ من الأَحماءِ والأَخْتان جميعاً‏.‏ يقال‏:‏

صاهَرْتُ القوم إِذا تزوجت فيهم، وأَصْهَرْتُ بهم إِذا اتَّصلت بهم

وتحرَّمت بجِوار أَو نسب أَو تزوُّجٍ‏.‏ وصِهْرُ القوم‏:‏ خَتَنَهُم، والجمع أَضْهارٌ وصُهَراءُ؛ الأَخيرة نادرة، وقيل‏:‏ أَهلُ بيتِ المرأَة أَصْهارٌ وأَهل

بيت الرجل أَخْتانٌ‏.‏ وقال ابن الأَعرابي‏:‏ الصِّهْرُ زوجُ بنتِ الرجل وزوج

أُخته‏.‏ والخَتَنُ أَبو امرأَة الرجل وأَخو امرأَته، ومن العرب من يجعلهم

أَصْهاراً كلهم وصِهْراً، والفعل المُصاهَرَةُ، وقد صاهَرَهُمْ وصاهَرَ

فيهم؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

حَرَائِرُ صاهَرْنَ المُلُوكَ، ولم يَزَلْ

على النَّاسِ، مِنْ أَبْنائِهِنَّ، أَميرُ

وأَصْهَرَ بِهِمْ وإِليهم‏:‏ صار فيهم صِهْراً؛ وفي التهذيب‏:‏ أَصْهَرَ بهم

الخَتَن‏.‏ وأَصْهَرَ‏:‏ مَتَّ بالصِّهْر‏.‏ الأَصمعي‏:‏ الأَحْماءُ من قِبَل

الزّوج والأَخْتانُ من قِبَل المرأَة والصِّهْرُ يجمعهما، قال‏:‏ لا يقال

غيره‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وربما كَنَوْا بالصِّهرِ عن القَبْر لأَنهم كانوا

يَئِدُونَ البنات فيدفنو نهن، فيقولون‏:‏ زوّجناهن من القَبْر، ثم استعمل هذا

اللفظ في الإِسلام فقيل‏:‏ نِعْمَ الصِّهْرُ القَبْرُ، وقيل‏:‏ إِنما هذا على

المثل أَي الذي يقوم مَقام الصِّهْرِ، قال‏:‏ وهو الصحيح‏.‏ أَبو عبيد‏:‏ يقال

فلان مُصْهِرٌ بنا، وهو من القرابة؛ قال زهير‏:‏

قَوْد الجِيادِ، وإِصْهار المُلُوك، وصَبْـ *** ـر في مَوَاطِنَ، لو كانوا بها سَئِمُوا

وقال الفراء في قوله تعالى‏:‏ وهو الذي خَلَقَ من الماء بشراً فجعله

نَسَباً وصِهْراً؛ فأَما النَّسَبُ فهو النَّسَبُ الذي يَحِلُّ نكاحه كبنات

العم والخال وأَشباههن من القرابة التي يحل تزويجها، وقال الزجاج‏:‏

الأَصْهارُ من النسب لا يجوز لهم التزويج، والنَّسَبُ الذي ليس بِصِهْرٍ من قوله‏:‏

حُرّمت عليكم أُمهاتكم‏.‏‏.‏‏.‏ إِلى قوله‏:‏ وأَن تجمعوا بين الأُختين؛ قال

أَبو منصور‏:‏ وقد رويْنا عن ابن عباس في تفسير النَّسَبِ والصِّهْرِ خلافَ

ما قال الفراءُ جُمْلَةً وخلافَ بعضِ ما قال الزجاج‏.‏ قال ابن عباس‏:‏

حرَّم الله من النسب سبعاً ومن الصِّهْرِ سبعاً‏:‏ حُرّمَتْ عليكم أُمهاتُكم

وبناتُكم وأَخواتُكم وعماتُكم وخالاتُكم وبناتُ الأَخِ وبناتُ الأُختِ من النسب، ومن الصهر‏:‏ وأُمهاتكم اللاتي أَرْضَعْنَكم وأَخواتُكم من الرَّضاعة

وأُمهاتُ نسائكم ورَبائِبُكُم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم

بهن وحلائلُ أَبنائِكم الذين من أَصلابكم ولا تنكحوا ما نكحَ آباؤكم من النساء وأَن تجمعوا بين الأُختين؛ قال أَبو منصور‏:‏ ونَحْوَ ما رويْنا عن

ابن عباس قال الشافعي‏:‏ حرم الله تعالى سبعاً نَسَباً وسبعاً سَبَباً فجعل

السببَ القرابةَ الحادثةَ بسبب المُصاهَرَة والرَّضاع، وهذا هو الصحيح لا

ارْتِيابَ فيه‏.‏

وصَهَرَتَهُ الشمسُ تَصْهَرُه صَهْراً وصَهَدَتْهُ‏:‏ اشتدَّ وقْعُها عليه

وحَرُّها حتى أَلِمَ دِماغهُ وانْصَهَرَ هو؛ قال ابن أَحمر يصف فرخ

قطاة‏:‏تَرْوِي لَقًى أُلْقِي في صَفْصَفٍ، تَصْهَرُهُ الشَّمْسُ فَما يَنْصَهِرْ

أَي تُذُيبه الشمس فيَصْبر على ذلك‏.‏ تَرْوي‏:‏ تسوق إِليه الماء أَي تصير

له كالراوِيَةِ‏.‏ يقال‏:‏ رَوَيْتُ أَهلي وعليهم رَيّاً أَتيتهم بالماء‏.‏

والصَّهْرُ‏:‏ الحارُّ؛ حكاه كراع، وأَنشد‏:‏

إِذ لا تَزالُِ لَكُمْ مُغَرْغِرَة

تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ

فعلى هذا يقال‏:‏ شيء صَهْرٌ حارٌّ‏.‏ والصَّهْرُ‏:‏ إِذابَةُ الشَّحْم‏.‏

وصَهَرَ الشحمَ ونَحْوه يَصْهَرُه صَهْراً‏:‏ أَذابه فانْصَهَرَ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏

يُصْهَرُ بِه ما في بطونهم والجلودُ؛ أَي يُذَاب‏.‏ واصْطَهَرَه‏:‏ أَذابه وأَكَلَهُ، والصُّهارَةُ‏:‏ ما أَذبت منه، وقيل‏:‏ كلُّ قطعة من اللحم، صَغُرَت

أَو كَبُرت، صُهارَةٌ‏.‏

وما بالبعير صُهارَةٌ، بالضم، أَي نِقْيٌ، وهو المُخّ‏.‏ الأَزهري‏:‏

الصَّهْر إِذابة الشحْم، والصُّهارَةُ ما ذاب منه، وكذلك الاصْطِهارُ في إِذابته أَو أَكْلِ صُهارَتِهِ؛ وقال العجاج‏:‏

شَكّ السَفافِيدِ الشَّواءَ المُصْطَهَرْ

والصَّهْرُ‏:‏ المَشْوِي‏.‏ الأَصمعي‏:‏ يقال لما أُذيب من الشحم الصُّهارة

والجَمِيلُ‏.‏ وما أُذيب من الأَلْيَة، فهو حَمٌّ، إِذا لم يبق فيه الوَدَكُ‏.‏

أَبو زيد‏:‏ صَهَرَ خبزَه إِذا أَدَمَه بالصُّهارَة، فهو خبز مَصْهُورٌ

وصَهِيرٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن الأَسْوَد كان يَصْهَر رِجليه بالشحم وهو محرم؛ أَي كان يُذِيبه ويَدْهُنُهما به‏.‏ ويقال‏:‏ صَهَرَ بدنه إِذا دهنه

بالصَّهِيرِ‏.‏ وصَهَرَ فلانٌ رأْسَه صَهْراً إِذا دهنه بالصُّهارَة، وهو ما أُذيب

من الشحم‏.‏ واصْطَهَر الحِرْباءُ واصْهارَّ‏:‏ تَلأْلأَ ظهره من شدة حر

الشمس، وقد، صَهَرَه الحرُّ‏.‏ وقال الله تعالى‏:‏ يُصْهَرُ به ما في بطونهم حتى

يخرج من أَدبارهم؛ أَبو زيد في قوله‏:‏ يُصْهَرُ به قال‏:‏ هو الإِحْراق، صَهَرْته بالنار أَنَضَجتْه، أَصْهَرُه‏.‏ وقولهم‏:‏ لأَصْهَرَنَّكَ بِيَمِينٍ

مُرَّةٍ، كأَنه يريد الإِذابة‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ صَهَرْتُ فلاناً بيمينٍ كاذبةٍ

توجب له النار‏.‏ وفي حديث أَهل النار‏:‏ فَيُسْلَتُ ما في جوفه حتى

يَمْرُقَ من قدميه، وهو الصَّهْرُ‏.‏ يقال‏:‏ صَهَرْت الشحم إِذا أَذبته‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يؤسِّسُ مسجدَ قُباءٍ فَيَصْهَرُ الحجرَ العظيمَ إِلى بطنه؛ أَي يُدْنيه إِليه‏.‏ يقال‏:‏ صَهَرَه وأَصْهَرَه إِذا قرَّبه وأَدناه‏.‏ وفي حديث علي، رضي الله عنه‏:‏ قال له ربيعة بن الحرث‏:‏ نِلْتَ صِهْرَ محمد فلم نَحْسُدْك عليه؛ الصِّهْرُ حرمة التزويج، والفرق بينه وبين النَّسَب‏:‏ أن النسب ما يرجع إِلى ولادة قريبةٍ من جهة الآباء، والصِّهْر ما كان من خُلْطَةٍ تُشبِه القرابةَ يحدثها التزويج‏.‏

والصَّيْهُورُ‏:‏ شِبْهُ مِنْبر يُعمل من طين أَو خشب بوضع عليه متاع

البيت من صُفْرٍ أَو نحوه؛ قال ابن سيده‏:‏ وليس بثبت‏.‏

والصَّاهُورُ‏:‏ غِلاف القمر، أَعجمي معرب‏.‏

والصِّهْرِيُّ‏:‏ لغة في الصِّهْرِيج، وهو كالحوض؛ قال الأَزهري‏:‏ وذلك

أَنهم يأْتون أَسفل الشِّعْبَة من الوادي الذي له مَأْزِمانِ فيبنون بينهما

بالطين والحجارة فيترادُّ الماءُ فيشربون به زماناً، قال‏:‏ ويقال

تَصَهْرَجُوا صِهْرِيّاً‏.‏

بو منصور‏:‏ وقد رويْنا عن ابن عباس في تفسير النَّسَبِ والصِّهْرِ خلافَ

ما قال الفراءُ جُمْلَةً وخلافَ بعضِ ما قال الزجاج‏.‏ قال ابن عباس‏:‏

حرَّم الله من النسب سبعاً ومن الصِّهْرِ سبعاً‏:‏ حُرّمَتْ عليكم أُمهاتُكم

وبناتُكم وأَخواتُكم وعماتُكم وخالاتُكم وبناتُ الأَخِ وبناتُ الأُختِ من النسب، ومن الصهر‏:‏ وأُمهاتكم اللاتي أَرْضَعْنَكم وأَخواتُكم من الرَّضاعة

وأُمهاتُ نسائكم ورَبائِبُكُم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم

بهن وحلائلُ أَبنائِكم الذين من أَصلابكم ولا تنكحوا ما نكحَ آباؤكم من النساء وأَن تجمعوا بين الأُختين؛ قال أَبو منصور‏:‏ ونَحْوَ ما رويْنا عن

ابن عباس قال الشافعي‏:‏ حرم الله تعالى سبعاً نَسَباً وسبعاً سَبَباً فجعل

السببَ القرابةَ الحادثةَ بسبب المُصاهَرَة والرَّضاع، وهذا هو الصحيح لا

ارْتِيابَ فيه‏.‏

وصَهَرَتَهُ الشمسُ تَصْهَرُه صَهْراً وصَهَدَتْهُ‏:‏ اشتدَّ وقْعُها عليه

وحَرُّها حتى أَلِمَ دِماغهُ وانْصَهَرَ هو؛ قال ابن أَحمر يصف فرخ

قطاة‏:‏تَرْوِي لَقًى أُلْقِي في صَفْصَفٍ، تَصْهَرُهُ الشَّمْسُ فَما يَنْصَهِرْ

أَي تُذُيبه الشمس فيَصْبر على ذلك‏.‏ تَرْوي‏:‏ تسوق إِليه الماء أَي تصير

له كالراوِيَةِ‏.‏ يقال‏:‏ رَوَيْتُ أَهلي وعليهم رَيّاً أَتيتهم بالماء‏.‏

والصَّهْرُ‏:‏ الحارُّ؛ حكاه كراع، وأَنشد‏:‏

إِذ لا تَزالُِ لَكُمْ مُغَرْغِرَة

تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ

فعلى هذا يقال‏:‏ شيء صَهْرٌ حارٌّ‏.‏ والصَّهْرُ‏:‏ إِذابَةُ الشَّحْم‏.‏

وصَهَرَ الشحمَ ونَحْوه يَصْهَرُه صَهْراً‏:‏ أَذابه فانْصَهَرَ‏.‏ وفي التنزيل‏:‏

يُصْهَرُ بِه ما في بطونهم والجلودُ؛ أَي يُذَاب‏.‏ واصْطَهَرَه‏:‏ أَذابه وأَكَلَهُ، والصُّهارَةُ‏:‏ ما أَذبت منه، وقيل‏:‏ كلُّ قطعة من اللحم، صَغُرَت

أَو كَبُرت، صُهارَةٌ‏.‏

وما بالبعير صُهارَةٌ، بالضم، أَي نِقْيٌ، وهو المُخّ‏.‏ الأَزهري‏:‏

الصَّهْر إِذابة الشحْم، والصُّهارَةُ ما ذاب منه، وكذلك الاصْطِهارُ في إِذابته أَو أَكْلِ صُهارَتِهِ؛ وقال العجاج‏:‏

شَكّ السَفافِيدِ الشَّواءَ المُصْطَهَرْ

والصَّهْرُ‏:‏ المَشْوِي‏.‏ الأَصمعي‏:‏ يقال لما أُذيب من الشحم الصُّهارة

والجَمِيلُ‏.‏ وما أُذيب من الأَلْيَة، فهو حَمٌّ، إِذا لم يبق فيه الوَدَكُ‏.‏

أَبو زيد‏:‏ صَهَرَ خبزَه إِذا أَدَمَه بالصُّهارَة، فهو خبز مَصْهُورٌ

وصَهِيرٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن الأَسْوَد كان يَصْهَر رِجليه بالشحم وهو محرم؛ أَي كان يُذِيبه ويَدْهُنُهما به‏.‏ ويقال‏:‏ صَهَرَ بدنه إِذا دهنه

بالصَّهِيرِ‏.‏ وصَهَرَ فلانٌ رأْسَه صَهْراً إِذا دهنه بالصُّهارَة، وهو ما أُذيب

من الشحم‏.‏ واصْطَهَر الحِرْباءُ واصْهارَّ‏:‏ تَلأْلأَ ظهره من شدة حر

الشمس، وقد، صَهَرَه الحرُّ‏.‏ وقال الله تعالى‏:‏ يُصْهَرُ به ما في بطونهم حتى

يخرج من أَدبارهم؛ أَبو زيد في قوله‏:‏ يُصْهَرُ به قال‏:‏ هو الإِحْراق، صَهَرْته بالنار أَنَضَجتْه، أَصْهَرُه‏.‏ وقولهم‏:‏ لأَصْهَرَنَّكَ بِيَمِينٍ

مُرَّةٍ، كأَنه يريد الإِذابة‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ صَهَرْتُ فلاناً بيمينٍ كاذبةٍ

توجب له النار‏.‏ وفي حديث أَهل النار‏:‏ فَيُسْلَتُ ما في جوفه حتى

يَمْرُقَ من قدميه، وهو الصَّهْرُ‏.‏ يقال‏:‏ صَهَرْت الشحم إِذا أَذبته‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه كان يؤسِّسُ مسجدَ قُباءٍ فَيَصْهَرُ الحجرَ العظيمَ إِلى بطنه؛ أَي يُدْنيه إِليه‏.‏ يقال‏:‏ صَهَرَه وأَصْهَرَه إِذا قرَّبه وأَدناه‏.‏ وفي حديث علي، رضي الله عنه‏:‏ قال له ربيعة بن الحرث‏:‏ نِلْتَ صِهْرَ محمد فلم نَحْسُدْك عليه؛ الصِّهْرُ حرمة التزويج، والفرق بينه وبين النَّسَب‏:‏ أن النسب ما يرجع إِلى ولادة قريبةٍ من جهة الآباء، والصِّهْر ما كان من خُلْطَةٍ تُشبِه القرابةَ يحدثها التزويج‏.‏

والصَّيْهُورُ‏:‏ شِبْهُ مِنْبر يُعمل من طين أَو خشب بوضع عليه متاع

البيت من صُفْرٍ أَو نحوه؛ قال ابن سيده‏:‏ وليس بثبت‏.‏

والصَّاهُورُ‏:‏ غِلاف القمر، أَعجمي معرب‏.‏

والصِّهْرِيُّ‏:‏ لغة في الصِّهْرِيج، وهو كالحوض؛ قال الأَزهري‏:‏ وذلك

أَنهم يأْتون أَسفل الشِّعْبَة من الوادي الذي له مَأْزِمانِ فيبنون بينهما

بالطين والحجارة فيترادُّ الماءُ فيشربون به زماناً، قال‏:‏ ويقال

تَصَهْرَجُوا صِهْرِيّاً‏.‏